قوة الروتين The Power of The Routine

by - الاثنين, يوليو 06, 2020



ربما كان إيقاع الحياة المتسارع ، و سرعة تبدل الأفكار و الآراء ،  وتغير المواضيع 
الرائجة و الموضة كل يوم تقريباً .. 
أعطى تصور سلبي عن فكرة الروتين و أنها فكرة تقليدية.. 
وكأن الشخص ذو الروتين شخص جامد و ممل ..
ولعل هذه الفكرة هي ما تُوقِع كثير منا اليوم في فخ الإنجازات الكاذبة.


ما هو الرُّوتين ؟

الروتين عكس الفوض.. و هي كلمة فرنسية .. 
تعريبها ( الدأب ) و تعني تكرار عادة أو عمل او سلوك بشكل دوري .





لماذا الروتين مهم ؟

نتبع الروتين لنصل بعاداتنا إلى الكفاءة و السرعة والإنجاز ..
الروتين يقلل من الوقت المهدور ويحمي العقل من الإنغماس في أشباح الكآبة بسبب الفراغ .
كما يحسن من جودة الحياة عموماً و جودة النوم ، ويمنحك سيطرة أفضل على شؤونك الخاصة..

تحدث عن الروتين شخصيات كثيرة صنفت بأنها شخصيات ناجحة 
مثل ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية.
تشارلز دويج - قوة العادات 
التهم الضفدع ، معجزة الخامسة صباحاً .. إلخ
الكاتب والرسام هنري ميلر يقول : عندما لا تستطيع الإبداع ، تستطيع العمل.

يذكر المخرج السويدي إنجمار بيرجمان في سيرته الذاتية كيف استعاد عافيته بعد أسابيع قضاها في المصح بسبب انهيار عصبي

"شننت هجوما على الشيطان بداخلي بواسطة نهج أثبت فعاليته خلال أزمات سابقة. وكان هذا النهج يقوم على تقسيم أيامي ولياليّ لوحدات زمنية تتضمن كل واحدة منها نشاطات معدّة سلفا تتخللها فترات من الراحة. وقد استطعت من خلال اتباع هذا البرنامج بصرامة أن أحافظ على سلامة عقلي من عذابات مؤلمة. باختصار، فقد عدت لتخطيط حياتي وممارستها بعناية فائقة"


كيف نبني الروتين ؟

عندما نفكر في  بناء روتين أو اكتساب عادة جديدة ، علينا في البداية أن نضع الحاجات الأساسية في ترتيبها ووقتها الصحيح : 
الأكل ، النوم .. إلخ.


الخطوة الثانية ، هي أن نحدد الأولويات - التي تختلف من شخص لآخر - كالعائلة و العمل، الدراسة .. إلخ 


لاحظ متى تكون في أفضل حالاتك و راقب تدفق طاقتك خلال اليوم .. 
متى تكون في مزاج للإبداع و متى تكون في مزاج منخض ..

عندما تشعر بانخفاض مزاجك ، أد المهام التي لا تحتاج إلى تفكير أو مجهود ذهني كتنظيف المنزل .. 
والعكس .. المذاكرة مثلاً عندما تكون في حالة ذهنية جيدة.

ثم حدد ما تحتاج على جدول زمني ، أو مفكرة / منبة الجوال
قراءة ؟ رياضة ؟أو هوايات أخرى ..
قيد نفسك بوقت محدد للقام بكل مهمة...
العادات و السلوكيات لا تتحول إلى روتين إلا بعد ممارستها لستين يوم ..
لذا ضع إشارة على اليوم الذي تمارس فيه هذه العادة الجديدة حتى تكافئ نفسك في النهاية.

هناك طرق مختلفة لأداء المهام وتقسيمها .. ويمكن جمع أكثر من طريقة
مثل طريقة البندورة :
وهي أن تحدد 25 دقيقة في منبه الجوال للقيام بكل مهمة .. 
حاول الانتهاء من المهمة في الوقت المحدد
ضع علامة تشير إلى أنك أنجزت مع عليك ..
الاستمرار على هذه الطريقة يحسن من سرعتك في القيام ببعض الأعمال التقليدية

الطريقة الأخرى هي أن تحدد ثيم لمهامك وأعمالك وترتبها في جدول :
يوم الأحد مخصص لمهام معينة لا تقوم بها في الأيام الأخرى 
ويوم الإثنين مهامه مختلفة عن الثلاثاء .. وهكذا.


من الضروري أن يكون هناك مرونة في الروتين..
 وتغيير من فترة لأخرى في طريقة أداء بعض الأمور الروتينية ..
وهذا يقودنا إلى سؤال..
متى نكسر الروتين؟
يمكن أن نفكربكسر الروتين كل شهرين تقريباً ..
لا يوجد وقت محدد في الحقيقة .. 
هناك كسر جزئي للروتين وهناك كسر كامل ..
فمثلاً أن تخرج لتناول الطعام في مطعم أو تلبي دعوة ، هذا كسر جزئي لروتينك
يمكنك استئناف الروتين مباشرة
أما أن تسافر في إجازة فهو كسر كامل للروتين..
هناك علامات تخبرك متى يجب أن تكسر روتينك اليومي..

مرحلة الاحتراق - burn out
وهي أن يشعر الشخص بالارهاق والتعب .. 
الافتقار للإبداع والأفكار الجديدة
ثقل و ضغط تجاه المهام الروتينية البسيطة ..
شعور بالكآبة والتوتر والرغبة في عمل لا شيء ..
تأخذ منك المهام الروتينية وقت أطول من المعتاد ..
هذا يدل على وجوب كسر الروتين والخروج عن الجمود للعودة بانتعاش أكبر وذهن صاف و أفكار أكثر وضوح ..



You May Also Like

0 التعليقات